الحديث

مسند السراج📖







مسند السراج (8)


8 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَنَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ سَعِيدِ ابْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ عُمَرَ عَنِ الْجُنُبِ لَا يَجِدُ الْمَاءَ، فَقَالَ: لَا يُصَلِّي حَتَّى يَجِدَ الْمَاءَ فَقَالَ: عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: أَمَا تَذْكُرُ حِينَ بَعَثَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم اللَّهِ وَأَنا وَأَنْتَ، فَأَجْنَبْتُ فَتَمَعَّكْتُ فِي التُّرَابِ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: قَدْ كَانَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا وَكَذَا وَضَرَبَ بِيَدَيْهِ عَلَى الأَرْضِ فَمَسَحَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، قَالَ: اتَّقِ اللَّهَ يَا عَمَّارُ، فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ لَمْ أَذْكُرْهُ أَبَدًا.

تحقيق الشيخ إرشاد الحق الأثري:

[8] - رِجَاله ثِقَات أخرجه أَبُو عوَانَة (ج1 ص305) من طَرِيق الْحسن بن عمر عَن جريربه، وَأخرجه البُخَارِيّ (ج1 ص48، 149) وَمُسلم (ج1 ص161) من طري شُعْبَة عَن الحكم عَن ذَر عَن سعيد بِهِ، وَأَشَارَ أَبُو داؤد (ج1 ص128) إِلَى رِوَايَة جرير، وَرَوَاهُ هُوَ من طَرِيق حَفْص بن غياث عَن الْأَعْمَش عَن سَلمَة عَن ابْن أَبْزي عَن عمار وَقَالَ مُسلم: قَالَ شُعْبَة: وحَدثني سَلمَة عَن ذَر بِهَذَا، قلت: وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ رقم: 313، وَأحمد (ج4، ص265) وَالطَّيَالِسِي رقم: 639، وَأَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج (ج1 ص404) من طري شُعْبَة عَن سَلمَة بن كهيل عَن ذَر عَن ابْن عبد الرَّحْمَن بِهِ، وَالله أعلم. وقدوى من طرق عَن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزي باخْتلَاف السَّنَد والمتن قَالَ الْحَافِظ الْفَتْح (ج1 ص445) . وَحَدِيث عمار ورد بِذكر الْكَفَّيْنِ فِي الصَّحِيحَيْنِ وبذكر الْمرْفقين فِي السّنَن، وَفِي رِوَايَة: إِلَى نصف الذِّرَاع، وَفِي رِوَايَة: إِلَى الآباط. فَأَما رِوَايَة الْمرْفقين وَكَذَا نصف الذِّرَاع ففيهما مقَال، وَأما رِوَايَة الآباط فَقَالَ الشَّافِعِي وَغَيره: إِن كَانَ ذَلِك وَقع بِأَمْر النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَكل تيَمّم صَحَّ للنَّبِي صلى الله عليه وسلم الله عَلَيْهِ وَسلم بعده فَهُوَ نَاسخ لَهُ، وَإِن كَانَ وَقع بِغَيْر أمره فالحجة فِيمَا أَمر بِهِ، وَمِمَّا يُقَوي رِوَايَة الصَّحِيحَيْنِ فِي الِاقْتِصَار على الْوَجْه وَالْكَفَّيْنِ كَون عمار يُفْتِي بعد النَّبِي صلى الله عليه وسلم بذلك، وراوى الحَدِيث أعرف بالمراد بِهِ من غَيره، وَلَا سِيمَا الصَّحَابِيّ الْمُجْتَهد انْتهى وَقَالَ الإِمَام إِسْحَاق: حَدِيث عمار فِي التَّيَمُّم للْوَجْه وَالْكَفَّيْنِ هُوَ حَدِيث صَحِيح، وَحَدِيث عمار تيممنا مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَمرهم بذلك، وَإِنَّمَا قَالَ: فعلنَا كَذَا وَكَذَا، فَلَمَّا سَأَلَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أمره بِالْوَجْهِ وَالْكَفَّيْنِ، وَالدَّلِيل على ذَلِك، مَا أفتى بِهِ عمار بعد النَّبِي صلى الله عليه وسلم الله عَلَيْهِ وَسلم فِي التَّيَمُّم أَنه قَالَ: الْوَجْه وَالْكَفَّيْنِ، فَفِي هَذَا دلَالَة على أَنه انْتهى إِلَى مَا علمه النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَمَا فِي التِّرْمِذِيّ (ج1 ص136) .